الخميس، 14 يوليو 2011

ادع لنفسك ولا تطلب ذلك من غيرك .


ادع لنفسك ولا تطلب ذلك من غيرك
السؤال : هل يجوز أن أطلب من رجل أظن فيه الصلاح والتقوى أن يدعو لي ؟
الجواب :
الحمد لله
طلب الدعاء من الغير ـ وإن كان جائزاً ـ ، إلا أن الأفضل أن يدعو الإنسان لنفسه ، ولا يطلب من أحد أن يدعو له ، كما أن طلب الرقية جائز ، وليس حراماً ، إلا أن الأفضل للمؤمن أن لا يطلب من أحد أن يرقيه ، ولهذا أخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن السبعين ألفاً الذين يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب أنهم لا يسترقون .
قال مسلم فى صحيحه:
حَدَّثَنِي زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ قال: حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَبْدِ الْوَارِثِ قال:حَدَّثَنَا حَاجِبُ بْنُ عُمَرَ أَبُو خُشَيْنَةَ الثَّقَفِيُّ قال: حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ الْأَعْرَجِ عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ
أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مِنْ أُمَّتِي سَبْعُونَ أَلْفًا بِغَيْرِ حِسَابٍ قَالُوا مَنْ هُمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ هُمْ الَّذِينَ لَا يَسْتَرْقُونَ وَلَا يَتَطَيَّرُونَ وَلَا يَكْتَوُونَ وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ
صحيح مسلم - كِتَاب الْإِيمَانِ -
يدخل الجنة من أمتي سبعون ألفا بغير حساب
رقم الحديث:321 218 .


وإذا طلب المسلم من أخيه أن يدعو له وكان قصده نفع المطلوب منه ذلك ، لأنه سيقوم بهذه العبادة وهي (الدعاء) ويحسن إلى أخيه ، وقد يدعو له بظهر الغيب ، فيكون له مثل ما دعا به ، فإن ذلك لا بأس به. قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
" فالدعاء للغير ينتفع به الداعي والمدعو له ...
فمن قال لغيره : ادع لي ، وقصد انتفاعهما جميعاً بذلك كان هو وأخوه متعاونين على البر والتقوى ، فهو نبه المسؤول وأشار عليه بما ينفعهما , والمسئول فعل ما ينفعهما ، بمنزلة من يأمر غيره ببر وتقوى ; فيثاب المأمور على فعله ، والآمر أيضاً يثاب مثل ثوابه ; لكونه دعا إليه ...
وإن كان قصده مصلحة المأمور ، أو مصلحته ومصلحة المأمور ، فهذا يثاب على ذلك ، وإن كان قصده حصول مطلوبه من غير قصد منه لانتفاع المأمور ، فهذا من نفسه أُتي ، ومثل هذا السؤال لا يأمر الله به قط ، بل قد نهى عنه ، إذ هذا سؤال محض للمخلوق من غير قصده لنفعه ولا لمصلحته ، والله يأمرنا أن نعبده ونرغب إليه ، ويأمرنا أن نحسن إلى عباده ، وهذا لم يقصد لا هذا ، ولا هذا ، فلم يقصد الرغبة إلى الله ودعائه ، ولا قصد الإحسان إلى المخلوق ، وإن كان العبد قد لا يأثم بمثل هذا السؤال ، لكن فرق بين ما يؤمر به العبد ، وما يؤذن له فيه ، ألا ترى أنه قال في حديث السبعين ألفا الذين يدخلون الجنة بغير حساب : (إنهم لا يسترقون) . وإن كان الاسترقاء جائزاً " انتهى باختصار من "مجموع الفتاوى" (1/133، 134) .

وقد سئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله : ما الحكم إذا رأينا شخصاً نتوخى فيه الصلاح وطلبنا منه أن يدعو لنا ؟
فأجاب :
" طلب الدعاء من شخص ترجى إجابة دعائه: إن كان لعموم المسلمين - فلا بأس به؛ مثل أن يقول شخص لآخر: ادع الله أن يعز المسلمين ، وأن يصلح ذات بينهم، وادع الله أن يصلح ولاتهم وما أشبه ذلك. أما إذا كان خاصًا بالشخص السائل الطالب من أخيه أن يدعو له - فهذا قد يكون من المسألة المذمومة؛ إلا إذا قصد الإنسان بذلك نفع أخيه الداعي له؛ وذلك لأن أخاه إذا دعا له بظهر الغيب قال الملك : آمين ولك بمثله .
وكذلك إذا دعا له أخوه فإنه قد أتى إحسانًا إليه؛ والإحسان يثاب عليه ، فينبغي عليه أن يلاحظ َمْن طلب مِنْ أخيه أن يدعو له فائدة الأخ الداعي .
على أن طلب الدعاء من الغير قد يترتب عليه مفسدة: وهي أن هذا الغير يعجب بنفسه ويرى أنه أهل لإجابة الدعاء، وفيه أيضًا: أن هذا الطالب من الغير أن يدعو له قد يعتمد على دعاء المطلوب فلا يلح هو على ربه بالدعاء؛ بل يعتمد على دعاء غيره، وكلا المفسدتين شر.

والذي أنصح به إخواني: أن يكونوا هم الذين يدعون الله عز وجل؛ لأن الدعاء عبادة والدعاء مصلح للقلب؛ لما فيه من الالتجاء إلى الله والافتقار إليه وشعور المرء بأن الله تعالى قادر على أن يمده بفضله " انتهى .
فضيلة الشيخ ابن عثيمين رحمه الله .
"فتاوى علماء البلد الحرام" (1060) .
والله أعلم
الإسلام سؤال وجواب
هنا
منــــقول
ملتقى أخوات أهل السنة والجماعة

ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله



وَلا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلا بِأَهْلِهِ

للكاتب : د.وليد خالد الربيع


تقرر هذه الآية الكريمة حكمة قرآنية، وسنة ماضية، وحكما عادلا من الله تعالى وهو: «الجزاء من جنس العمل»؛ فمن عمل صالحا مخلصا لله لقي جزاء ذلك في الدنيا والآخرة بإذن الله تعالى، ومن عمل سيئة استحق العقوبة في الدنيا والآخرة إلا أن يعفو الله تعالى عنه. وقال الراغب مبينا أقسام المكر: «وذلك ضربان: مكر محمود وذلك أن يتحرى بذلك فعل جميل، وعلى ذلك قال تعالى: {وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ}، ومذموم وهو أن يتحرى به فعلاً قبيحاً، قال تعالى: {وَلا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلا بِأَهْلِهِ}، {وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا}، وقال في الأمرين: {وَمَكَرُوا مَكْرًا وَمَكَرْنَا مَكْرًا وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ }»اهـ.
والمكر بالناس وخديعتهم من جملة الأعمال السيئة التي نهى الله تعالى عنها وبين سوء مآلها وخطورة آثارها، وأكد أن عقوبتها من جنسها.
فالمكر في لغة :- العرب يدور حول الاحتيال والخداع كما قال ابن فارس،
وقال الطبري: «وأما المكر فإنه الخديعة والاحتيال للممكور به بالغدر ليورطه الماكر به مكروها من الأمر» اهـ.

وأما في الاصطلاح :- فقد فرق كثير من العلماء بين المكر المضاف إلى الله تعالى والمكر الواقع من الخلق، كما قال الجرجاني في التعريفات: «المكر من جانب الحق تعالى: هو إرداف النعم مع المخالفة، وإبقاء الحال مع سوء الأدب، ومن جانب العبد: إيصال المكروه إلى الإنسان من حيث لا يشعر»اهـ.

وقال مبينا أن الجزاء من جنس العمل: {وَلا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلا بِأَهْلِهِ}.
ويوضح الشيخ ابن سعدي المراد بالمكر في هذه الآية فيقول : «الذي مقصوده مقصود سيئ ومآله وما يرمي إليه سيئ فمكرهم إنما يعود عليهم»، ويؤكد ابن كثير هذا المعنى بقوله: «ومكروا بالناس في صدهم إياهم عن سبيل الله، ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله، أي وما يعود وبال ذلك إلا عليهم أنفسهم دون غيرهم».

ويشير الشيخ الطاهر بن عاشور إلى ما اشتملت عليه هذه الآية من مواعظ وآداب فيقول : «فكم انهالت من خلال هذه الآية من آداب عمرانية ومعجزات قرآنية ومعجزات نبوية خفية»، ثم يفصل ذلك مبينا أن إضافة (مكر) إلى (السيئ) من إضافة الموصوف إلى الصفة مثل: عشاء الآخرة. وأصله: أن يمكروا المكر السيئ بقرينة قوله: {
وَلا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلا بِأَهْلِهِ}.
ويوضح أن المكر هو إخفاء الأذى، وهو سيئ؛ لأنه من الغدر، وهو مناف للخلق الكريم، فوصفه بالسيئ وصف كاشف، ولعل التنبيه إلى أنه وصف كاشف هو مقتضى إضافة الموصوف إلى الوصف لإظهار ملازمة الوصف للموصوف فلم يقل: ومكروا سيئا، ويبين سبب كون المكر هنا سيئا، وذلك لأنه مكر بالنذير وأتباعه، وهو مكر ذميم لأنه مقابلة المتسبب في صلاحهم بإضمار ضره، وجملة {
وَلا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلا بِأَهْلِهِ} تذييل أو موعظة.

ومعنى كلمة يحيق: أي : ينزل بشيء مكروه، يقال : حاق به، أي : نزل وأحاط إحاطة سوء، أي لا يقع أثره إلا على أهله، وفيه حذف مضاف تقديره: ضر المكر السيئ أو سوء المكر السيئ كما دل عليه فعل (يحيق).
فإن كان التعريف في (المكر) للجنس كان المراد بأهله كل ماكر. وهذا هو الأنسب بموقع الجملة ومحملها على التذييل ليعم كل مكر وكل ماكر، فيدخل فيه الماكرون بالمسلمين من المشركين، فيكون القصر الذي في الجملة قصرا إدعائيا مبنيا على عدم الاعتداد بالضر القليل الذي يحيق بالممكور به بالنسبة لما أعده الله للماكر في قدره من ملاقاة جزائه على مكره، فيكون ذلك من النواميس التي قدرها الله تبارك وتعالى لنظام هذا العالم؛ لأن أمثال هذه المعاملات الضارة تؤول إلى ارتفاع ثقة الناس بعضهم ببعض، والله بنى نظام هذا العالم على تعاون الناس بعضهم مع بعض؛ لأن الإنسان مدني بالطبع، فإذا لم يأمن أفراد الإنسان بعضهم بعضا تنكر بعضهم لبعض، وتبادروا الإضرار والإهلاك ليفوز كل واحد بكيد الآخر قبل أن يقع فيه، فيفضي ذلك إلى فساد كبير في العالم والله لا يحب الفساد ولا ضر عبيده إلا حيث تأذن شرائعه بشيء؛ ولهذا قيل في المثل: «وما ظالم إلا سيبلى بظالم»، قال الشاعر:
ولكل شيء آفة من جنـسـه
حتى الحديد سطا عليه المبرد
وكم في هذا العالم من نواميس مغفول عنها، وقد قال الله تعالى: {
وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الْفَسَادَ}، ومن كلام العرب : «من حفر لأخيه جبا وقع فيه منكبا»، ومن كلام عامة أهل تونس: يا حافر حفرة السوء ما تحفر إلا قياسك «اهـ.
وأما نتيجة ذلك المكر الباطل فهو العقوبة الشديدة في الدنيا والآخرة كما قال تعالى: {
وَالَّذِينَ يَمْكُرُونَ السَّيِّئَاتِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَكْرُ أُولَئِكَ هُوَ يَبُورُ} قال الطبري : «والذين يكسبون السيئات لهم عذاب جهنم»، وقال ابن سعدي: «أي: يهلك ويضمحل ولا يفيدهم شيئا لأنه مكر بالباطل لأجل الباطل».
وقال محمد بن كعب القرظي: «ثلاث من فعلهن لم ينج حتى ينزل به مكر أو بغي أو نكث، وتصديقها في كتاب الله تعالى {
وَلا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلا بِأَهْلِهِ}، { إِنَّمَابَغْيُكُمْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ }، { فَمَنْ نَكَثَ فَإِنَّمَا يَنْكُثُ عَلَى نَفْسِهِ }».
وقد وردت بعض الأحاديث في التحذير من المكر السيئ، «المكر والخديعة في النار
» (1)قال الشراح: «أي تدخل أصحابها النار»، وقيل: لا يكون صاحبهما تقيا ولا خائفا لله؛ لأنه إذا مكر غدر، وإذا غدر خدع، وذا لا يكون في تقي، وكل خلة جانبت التقى فهي في النار».
وبعد، فينبغي للمسلم أن يكون برّاً، وفياً، وثيق الذمة، صادق الوعد، كريم العهد، ثابت العقد، لا يخون ولا يغدر ولا يخفر، ويتجافى عن كل رذيلة ودنيئة، ولاسيما المكر والخداع وإيذاء الناس وانتهاك حرماتهم وأكل حقوقهم بغير حق،
والله الموفق.

منـــقول
مجلة الفرقان


(1) المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترغيب - الصفحة أو الرقم: 1769خلاصة حكم المحدث: حسن لغيره

الأربعاء، 13 يوليو 2011

أحكام السنن الرواتب

أحكام السنن الرواتب
أحكام السنن الرواتب


بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدلله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسوله الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين.

أما بعد:

فإن من حكمة الله سبحانه وتعالى ورحمته بعباده أن شرع لهم التطوع، وجعل لكل عبادة واجبة تطوعاً من جنسها، ليكون جبراً لما قد يقع في الفرائض من نقص.

وإن من أفضل أنواع التطوع في الصلاة، السنن الرواتب حيث كان النبي صلى الله عليهوسلم يداوم عليها، ولا يدعهلا في الحضر أبداً.

ولأهمية هذه العبادة، وتكررها بتكرر الصلوات المفروضة، أحببت أن أبين بعضاً من أحكامها على وجه الاختصار.

فضل السنن الرواتب:

ورد في فضل السنن الرواتب عموماً حديث أم حبيبة رضي الله عنها قالت: "سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «من صلى اثنتي عشرة ركعة في يوم وليلة، بني له بهن بيت في الجنة».
قالت أم حبيبة: "فما تركتهن منذ سمعتهن من رسول الله صلى الله عليه وسلم".

وقال عنبسة: "فما تركتهن منذ سمعتهن من أم حبيبة".
وقال عمرو بن أوس: "ما تركتهن منذ سمعتهن من عنبسة".
وقال النعمان بن سالم: "ما تركتهن منذ سمعتهن من عمرو بن أوس".
وورد في فضل راتبة الفجر حديث عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم: قال: «ركعتا الفجر خير من الدنيا وما فيها».
وفي رواية: «لهما أحب إلي من الدنيا وما فيها».

وهي أكد السنن الرواتب، ولم يكن عليه الصلاة والسلام يدعها لا حضراً ولا سفراً.
وورد في فضل راتبة الظهر حديث أم حبيبة رضي الله عنها قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «من حافظ على اربع ركعات قبل الظهر وأربع بعدها حرمه الله على النار».

عدد السنن الرواتب:

دل حديث أم حبيبة رضي الله عنها المتقدم على أن السنن الرواتب اثنتا عشرة ركعة، وقد جاء عند الترمذي والنسائي تفسير هذه الركعات فعن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من ثابر على اثنتي عشرة ركعة من السنة بنى الله له بيتاً في الجنة، أربع ركعات قبل الظهر، وركعتين بعدها، وركعتين بعد المغرب، وركعتين بعد العشاء، وركعتين قبل الفجر».

القراءة في راتبة الفجر:

عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ في ركعتي الفجر:
{قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ} [الكافرون: 1]
و {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} [الإخلاص: 1]

وعن سعيد بن يسار، أن ابن عباس رضي الله عنهما أخبره: أن رسول الله كان يقرأ في ركعتي الفجر: في الأولى منهما: {قُولُواْ آمَنَّا بِاللّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا} [البقرة: 136]
{آمَنَّا بِاللّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ} [آل عمران: 52]

القراءة في راتبة المغرب:

عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: "ما أحصي ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ في الركعتين بعد المغرب {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ} و{قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ}

هل تصلي الأربع قبل الظهر بسلام واحد أم بسلامين؟

قال الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله: "السنن الرواتب فيها تسليم، أي يصلي الإنسان من الرواتب أربعاً بتسليمتين، لا بتسلمية واحدة، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «صلاة الليل والنهار مثنى مثنى».

هل لصلاة العصر سنة راتبة؟

يقول الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله: "صلاة العصر ليس لها راتبة لا قبلها ولا بعدها، وإنما يسن للإنسان أن يصلي قبلها على سبيل الإطلاق".

راتبة الجمعة القبلية:

قال الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله: "ليس للجمعة سنة راتبة قبلها في أصح قولي العلماء، ولكن يشرع للمسلم إذا أتى المجسد أن يصلي ما يسر الله له من الركعات".

راتبة الجمعة البعدية:

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا صلى أحدكم الجمعة، فليصل بعدها أربعاً».
وفي رواية: «من كان منكم مصلياً بعد الجمعة فليصل أربعاً».

قال الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله: "أما بعدها أي الجمعة فلها سنة راتبة أقلها ركعتان وأكثرها أربع".

السنة الراتبة في السفر:

قال ابن القيم رحمه الله: "وكان في السفر يواظب على سنة الفجر والوتر أشد من جميع النوافل دون سائر السنن، ولم ينقل عنه أنه صلى سنة راتبة غيرهما".

وقال الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله: "المشروع ترك الرواتب في السفر ما عدا الوتر وسنة الفجر".

مكان السنة الراتبة:

عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اجلعوا في بيوتكم من صلاتكم، ولا تتخذوها قبوراً» ولفظ مسلم: «صلوا في بيوتكم ولا تتخذوها قبوراً».

قال الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله: "الإنسان ينبغي له أن تكون جميع رواتبه في بيته.. حتى في مكة والمدينة الأفضل أن تكون الرواتب في البيت، أفضل من كونها في المسجد، في المسجد الحرام أو المسجد النبوي، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال هذا وهو في المدينة.. وكثير من الناس الآن يفضل أن يصلي النافلة في المسجد الحرام دون البيت، وهذا نوع من الجهل".

وقت السنن الرواتب:

قال ابن قدامة رحمه الله: "كل سنة قبل الصلاة، فوقتها من دخول وقتها إلى فعل الصلاة، وكل سنة بعدها، فوقتها من فعل الصلاة إلى خروج وقتها".

قضاء السنن الرواتب:

عن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من نسي صلاة فليصل إذا ذكرها، لا كفارة لها إلا ذلك».

قال شيخ الإسلام ابن تيميمة: "وهذا يعم الفرض وقيام الليل، والوتر، والسنن الراتبة".

قضاء السنن الرواتب وقت النهي:

قال ابن القيم رحمه الله: "لما فاتته الركعتان بعد الظهر، قضاهما بعد العصر، وداوم عليهما، لأنه كان إذا عمل عملاً أثبته، وقضاء السنن الرواتب في أوقات النهي، عام له ولأمته، وأما المداومة على تلك الركعين في وقت النهي، فمختص به".

وقت قضاء سنة الفجر:

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من لم يصل ركعتي الفجر، فليصليهما بعد ما تطلع الشمس».

وعن محمد بن إبراهيم عن جده قيس قال: "خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فوجدني أصلي فقال: «مهلاً يا قيس أصلاتان معاً؟»
قلت: يا رسول الله إني لم أكن ركعت الفجر
قال: «فلا إذن».

وعند أبي داود بلفظ: «فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم».

قال الشيخ محمد بن إبراهيم رحمه الله: "من دخل المسجد فأدرك الناس وهم في صلاة الصبح فصلى معهم فله أن يصلي ركعتين الفجر بعد فراغه من صلاة الصبح، ولكن الأولى له التأخير إلى ارتفاع الشمس قيد رمح".

إذا فاتت صلاة الفجر مع الجماعة فهل يبدأ بالراتبة أو الفريضة؟

قال الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله: "يقدم الراتبة على الفريضة، لأن سنة الفجر قبل الفريضة، ولو خرج المصلون من المسجد".

الترتيب في القضاء:

قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: "إذا كان للصلاة سنتان قبلها وبعدها وفاتته الأولى فإنه يبدأ أولاً بالبعدية ثم ما فاتته، مثال ذلك: دخل والإمام يصلي الظهر وهو لم يصل راتبة الظهر فإذا انتهت الصلاة يصلي أولاً الركعتين اللتين بعد الصلاة ثم يقضي الأربع التي قبلها".

قضاء الرواتب الفائتة إذا كانت كثيرة:

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "يجوز أن يقضي الفوائت بسننها الرواتب وبدونها لأنه متأكدة.. ثم إن كانت كثيرة فالأولى أن يقتصر على الفرائض لأن المبادرة إلى براءة الذمة أولى ولذلك لما قضى النبي صلى الله عليه وسلم الأربع يوم الخندق قضاهن متواليات.
ولم ينقل أنه قضى بينهن شيئاً.. وإن كانت صلاة أو صلاتين فالأولى أن يقضي كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم يوم فاتته الصبح فإنه قضاها يسنتها".

التداخل بين ركعتي الضحى وراتبة الفجر إذا صلاها ضحى:

يقول الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله: "إنسان فاتته سنة الفجر حتى طلعت الشمس، وجاء وقت صلاة الضحى، فهنا لا تجزئ سنة الفجر عن صلاة الضحى، ولا الضحى عن سنة الفجر، ولا الجمع بينهما أيضاً، لأن سنة الفجر مستقلة، وسنة الضحى مستقلة فلا تجزئ إحداهما عن الأخرى".

التداخل بين الراتبة وركعتي الاستخارة:

عن جابر بن عبدالله رضي الله عنهما قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا الاستخارة في الأمور كما يعلمنا السورة من القرآن، يقول: «إذا هم أحدكم بالأمر، فليركع ركعتين من غير الفريضة».

قال الحافظ بن حجر رحمه الله: "إن نوى تلك الصلاة بعينها وصلاة الاستخارة معاً أجزأ بخلاف ما إذا لم ينو".

الشروع في الراتبة بعد إقامة الصلاة المفروضة:

عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إذا أقيمت الصلاة فلا صلاة إلا المكتوبة».

قال النووي رحمه الله: "فيه النهي الصريح عن افتتاح نافلة بعد إقامة الصلاة سواء كانت راتبة كسنة الصبح والظهر والعصر أو غيرها".

قطع الراتبة إذا أقيمت الصلاة:

يقول الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله: "إذا أقيمت الصلاة وبعض الجماعة يصلي تحية المسجد أو الراتبة، فإن المشروع له قطعها والاستعداد لصلاة الفريضة، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «إذا أقيمت الصلاة فلا صلاة إلا المكتوبة».

لكن لو أقيمت الصلاة وقد ركع الركوع الثاني فإنه لا حرج في إتمامها، لأن الصلاة قد انتهت ولم يبق منها إلا أقل من ركعة".

إذا علم أن الصلاة تقام قريباً فهل له أن يشرع في نافلة؟

قال شيخ الإسلام رحمه الله: "ينبغي أن يقال: أنه لا يستحب أن يشرع في نافلة يغلب على ظنه أن حد الصلاة يفوته بسببها، بل يكون تركها لإدراك أول الصلاة مع الإمام وإجابة المؤذن هو المشروع، لأن رعاية جانب المكتوبة بحدودها أولى من سنة يمكن قضاؤها أو لا يمكن".

رفع اليدين بالدعاء بعد السنة الراتبة:

قال الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله: "الصلاة النافلة: لا أعلم مانعاً من رفع اليدين بعدها في الدعاء، عملاً بعموم الأدلة، لكن الأفضل عدم المواظبة على ذلك، لأن ذلك لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم ولو فلعه بعد كل نافلة لنقل ذلك عنه، لأن الصحابة قد نقلوا أقواله وأفعله في سفره وإقامته، وسائر أحواله صلى الله عليه وسلم ورضي الله عنهم جميعاً.

متى يصلي الراتبة إذا جمع بين الصلاتين؟

قال النووي رحمه الله: "يفعلها بعدهما لا بينهما، ويفعل سنة الظهر التي قبلها قبل الصلاتين".

هل يصلي الراتبة أم يستمع للموعظة؟

أفتت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء بقولها: "يشرع للمسلم إذا ألقيت الموعظة بعد الصلاة أن يستمع لها ثم يصلي الراتبة كالظهر والمغرب والعشاء".

تقديم أذكار الصلاة على أداء السنة الراتبة:

سئل الشيخ عبدالله بن جبرين حفظه الله: "إذا صليت على جنازة بعد المغرب هل آتي بالراتبة مباشرة بعد الصلاة على الجنازة أم أكمل الأذكار ثم أصلي الراتبة؟

فأجاب: يفضل أن تجلس وتكمل الأذكار ثم تصلي الراتبة، فهذا المشروع سواء كان هناك جنازة أو لم يكن، فالأذكار أو أوراد يؤتى بها بعد الفريضة يسن المحافظة عليها وعدم الإخلال بها، فإذا قطعتها للصلاة على الجنازة فبعد الفراغ من صلاة الجنازة في إمكانك التدارك وتكميل ما بقي منها ثم الإتيان بالراتبة وهي صلاة السنة البعدية، ويعم ذلك الظهر والمغرب والعشاء في تأخير الراتبة بعد الأذكار".

الاشتغال بإكرام الضيف عن السنة الراتبة:

يقول الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله: "الإنسان قد يعرض له أعمال مفضولة في الأصل ثم تكون فاضلة في حقه لسبب، فلو اشتغل بإكرام ضيف نزل به عن راتبة صلاة الظهر لكان اشتغاله بذلك أفضل من صلاة الراتبة".

تنفل الموظف بعد الصلاة بالراتبة أو غيرها:

يقول الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله: "أما التنفل بعد الصلاة بغير الراتبة فلا يجوز لأن وقته مستحق لغيره، بمقتضى عقد الإجازة أو الوظيفة، وأما الراتبة فلا بأس بها، لأنها مما جرت العادة بالتسامح فيه من المسؤولين".

هل ترك السنة الراتبة يعتبر فسقاً؟

يقول الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله: "قول بعض أهل العلم: إن ترك الرواتب فسوق قول ليس بجيد، بل هو خطأ، لأنها نافلة، فمن حافظ على الصلوات الفريضة وترك المعاصي فليس بفاسق بل هو مؤمن سليم عدل، وهكذا بعض الفقهاء، إنها من شرط العدالة في الشهادة، قول مرجوح فكل من حافظ على الفرائض وترك المحارم فهو عدل ثقة، ولكن من صفة المؤمن الكامل المسارعة إلى الرواتب وإلى الخيرات الكثيرة والمسابقة إليها".

فـائـدة:

يقول ابن القيم رحمه الله: "جاء مجموع ورده صلى الله عليه وسلم الراتب بالليل والنهار أربعين ركعة، كان يحافظ عليها دائماً سبعة عشر فرضاً، وعشر ركعات، أو اثنتا عشرة سنة راتبة، وإحدى عشرة، أو ثلاثة عشرة ركعة قيامه بالليل، والمجموع أربعون ركعة، وما زاد على ذلك فعارض غير راتب.. فينبغي للعبد أن يواظب على هذا الورد دائماً إلى الممات، فما أسرع الإجابة وأعجل فتح الباب لمن يقرعه كل يوم وليلة أربعين مرة، والله المستعان.

انتهى ملخصاً من كتاب أحكام السنن الرواتب لكاتب هذه الأسطر.

وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

إعداد عبدالله بن زعل العنزي
موقع وذكر الإسلامي

فقه الدعوة - مجالات التوازن

فـقه الدعوة (16) مجالات التـوازن


فـقه الدعوة (16) مجالات التـوازن

تحدثنا في الحلقة السابقة عن التوازن في الدعوة وحقيقة التوازن والموازنة في العمل الدعوي وحذرنا من الغلو وأنواعه وخطورته على الدعاة وبينا أسباب الغلو والتطرف، ونستكمل الحديث عن التوازن في الدعوة.

مجالات التوازن:

1 - عند غلبة النوازع:

النوازع هي الأمور التي يشتاقها الداعية ويحنّ إليها، وتحصل المجاذبة بينه وبين نفسه لتحقيقها وتحصيلها، ولا يخفى على اللبيب أن كل إنسان ينزع إلى ما تدفعه همته إليه. (التنازع والتوازن في حياة المسلم ص15).

يقول ابن الجوزي: «نظرت إلى علو همتي فرأيتها عجبا، وذلك أنني أروم من العلم ما أتيقن أني لا أصل إليه؛ لأنني أحب نيل كل العلوم على اختلاف فنونها وأريد استقصاء كل فرد، وهذا أمر يعجز العمر عن بعضه... فلا أرى الرضا بنقصان العلوم إلا حادثا عن نقص الهمة.

ثم إني أروم نهاية العمل بالعلم فأتوق إلى ورع بشر وزهادة معروف، وهذا مع مطالعة التصانيف وإفادة الخلق ومعاشرتهم بعيد.

ثم إني أروم الغنى عن الخلق وأستشرف الإفضال عليهم، والاشتغال بالعلم عن الكسب وقبول المنن مما تأباه الهمة العالية.

ثم إني أتوق إلى طلب الأولاد كما أتوق إلى تحقيق التصانيف لبقاء الخلفين - أي الكتب والأولاد - نائبين عني بعد التلف، وفي طلب ذلك ما فيه من شغل القلب المحب للتفرد.

ثم إني أروم الاستمتاع بالمستحسنات، وفي ذلك امتناع من جهة قلة المال، ثم لو حصل فرّق جَمْع الهمة...

وكل ذلك جمع بين أضداد... فواقلقي من طلب قيام الليل وتحقيق الورع مع إعادة العلم، وشغل القلب بالتصانيف... وواأسفي على ما يفوتني من المناجاة بالخلوة مع ملاقاة الناس وتعليمهم، ويا كدر الورع مع طلب ما لابد منه لعائلة، غير أني قد استسلمت لتعذيبي، ولعل تهذيبي في تعذيبي، وإن بلغ همي مراده، وإلا فنية المؤمن خير من عمله» اهـ (صيد الخاطر 216).

فالمطلوب من الداعي تقديم الأهم على المهم من العلوم والأعمال كما قال ابن القيم: «إن أفضل العبادات: العمل على مرضاة الرب في كل وقت بما هو مقتضى ذلك الوقت ووظيفته، فأفضل الأعمال وقت الجهاد هو الجهاد وإن أدى الأمر إلى ترك الأوراد من صلاة الليل وصيام النهار، بل من ترك إتمام الفريضة، وأفضل الأعمال إذا حضر الضيف القيام بحقه ولو اشتغل به عن الورد المستحب وأداء حق الأهل والزوجة، وأفضل الأعمال وقت السحر الاشتغال بالصلاة والقرآن والذكر والاستغفار والدعاء، وأفضل الأعمال إذا جاء سائل يطلب العلم الإقبال على تعليمه والاشتغال به، وأفضل الأعمال وقت الأذان ترك ما هو فيه من ورد والاشتغال بإجابة المؤذن، وأفضل الأعمال وقت الصلوات المفروضة الجد والنصح في إيقاعها على أكمل الوجوه والمبادرة إليها في أول الوقت.

وأفضل الأعمال وقت الضرورات المساعدة بالجاه أو البدن أو المال والاشتغال بمساعدة المحتاج، وهكذا فالأفضل في كل وقت وحال إيثار مرضاة الله في ذلك الوقت والحال والاشتغال بواجب ذلك الوقت ووظيفته ومقتضاه.

وهؤلاء هم أهل التعبد المطلق، والأصناف التي قبلهم أهل التعبد المقيد، فمتى خرج أحدهم عما تعلق به من العبادة رأى نفسه قد نقص وترك عبادته، فهو يعبد الله تعالى على وجه واحد، وصاحب التعبد المطلق ليس له غرض في تعبد بعينه يؤثره على غيره بل غرضه تتبع مرضاة الله أين كانت، فلا يزال متنقلا في منازل العبودية، كلما رفعت له منزلة عمل على سيره إليها واشتغل بها حتى تلوح له منزلة أخرى، فهذا دأبه حتى ينتهي سيره» اهـ.

كذلك على الداعية أن يحقق التكامل بين المثالية والواقعية:

المثالية:

فالدين يحرص على أن يبلغ الإنسان الكمال المقدر له، بأن تكون تصرفاته كلها وفق المنهج الرباني، وهذا يعتمد على أمرين:

الأول: الاعتدال: وهو عدم الإفراط أو التفريط.

الثاني: الشمول: فالدين يريد من المسلم أن يبلغ الكمال باتزان وتناسق في جميع الشؤون؛ ولهذا كان الصحابة أسوة في كل المجالات دون فرق.

الواقعية:

فالدين يقدر طبيعة البشر؛ ولهذا وضع حدا أدنى للكمال لا يجوز الهبوط عنه؛ لأنه أقل ما يقبل من المسلم وهو فعل الواجبات وترك المحرمات، وأما ما زاد على ذلك فهو مندوب لا واجب مراعاة لأحوال المكلفين، وشرع الرخص عند المشاق والحرج تيسيرا على العباد.

2 - عند تعارض المصالح والمفاسد:

قال شيخ الإسلام: «قاعدة الشريعة تحصيل أعظم المصلحتين بتفويت أدناهما، ودفع أعظم الفسادين بالتزام أدناهما»، وقال: «فلا يجوز دفع الفساد القليل بالفساد الكثير، ولا دفع أخف الضررين بتحصيل أعظم الضررين؛ فإن الشريعة جاءت بتحصيل المصالح وتكميلها، وتعطيل المفاسد وتقليلها بحسب الإمكان، ومطلوبها ترجيح خير الخيرين إذا لم يمكن أن يجتمعا جميعا، ودفع شر الشرين إذا لم يندفعا جميعا».

وقال: «تمام الورع أن يعلم الإنسان خير الخيرين وشر الشرين، ويعلم أن الشريعة مبناها على تحصيل المصالح وتكميلها وتعطيل المفاسد وتقليلها، و إلا فمن لم يوازن ما في الفعل والترك من المصلحة الشرعية والمفسدة الشرعية فقد يدع واجبات ويفعل محرمات جميعا ويرى ذلك من الورع، كمن يدع الجهاد مع الأمراء الظلمة ويرى ذلك ورعا، ويدع الجمعة والجماعة خلف الأئمة الذين فيم بدعة أو فجور ويرى ذلك من الورع، ويمتنع من قبول شهادة الصادق وأخذ علم العالم لما في صاحبه من بدعة خفية، ويرى ترك قبول سماع هذا الحق الذي يجب سماعه من الورع».

دليل هذه القاعدة:

1- قوله عز وجل: {والفتنة أشد من القتل} وقوله: {والفتنة أكبر من القتل}، فقتل النفوس وإن كان فيه شر وفساد، ففي فتنة الكفار وظهورهم على أهل الحق من الشر والفساد ما هو أكبر منه فيدفع أعظم الفسادين بالتزام أدناهما.

2- قصة الخضر مع أصحاب السفينة حين نزع لوحا منها؛ لأن بقاء السفينة معيبة خير من فواتها وهي سليمة.

3- حديث الأعرابي الذي بال في المسجد حيث تركه النبي [ حتى فرغ لئلا يوسع دائرة الفساد.

4- تركه [ قتل المنافقين مع استحقاق بعضهم لذلك؛ دفعا لمفسدة إعراض الناس عن الدين.

ما ينبني على هذه القاعدة:

إذا تزاحمت المصالح ولم يمكن تحصيلها جميعا، أو تزاحمت المفاسد ولم يمكن دفعها جميعا، فعلى المكلف أن يقدم أعلى المصلحتين ويدفع أعظم المفسدتين، قال شيخ الإسلام: «المؤمن ينبغي له أن يعرف الشرور الواقعة ومراتبها في الكتاب والسنة كما يعرف الخيرات الواقعة ومراتبها في الكتاب والسنة، فيفرق بين أحكام الأمور الواقعة الكائنة والتي يراد إيقاعها في الكتاب والسنة؛ ليقدم ما هو أكثر خيرا وأقل شرا على ما هو دونه، ويدفع أعظم الشرين باحتمال أدناهما، ويجتلب أعظم الخيرين بفوات أدناهما؛ فإن من لم يعرف الواقع في الخلق والواجب في الدين لم يعرف أحكام الله في عباده، وإذا لم يعرف ذلك كان قوله وعمله بجهل، ومن عبد الله بغير علم كان ما يفسد أكثر مما يصلح».

1 - إذا كانت إحدى المصلحتين واجبة والأخرى مندوبة قدمت الواجبة:

قال شيخ الإسلام: «سائر ما يتزاحم من الواجبات والمستحبات، فإنها جميعها محبوبة لله، وعند التزاحم يقدم أحبها إلى الله، والتقرب بالفرائض أحب إليه من التقرب إليه بالنوافل، وبعض الواجبات والمستحبات أحب إليه من بعض».

قال ابن الجوزي: «وقد لبّس إبليس على جماعة من المتعبدين، فأكثروا من صلاة الليل وفيهم من يسهره كله ويفرح بقيـام الليـل وصلاة الضحى أكثر مما يفرح بأداء الفرائض، ثم يقع قبيل الفجر فتفوته الفريضة، أو يقوم فيتهيأ لها فتفوته الجماعة أو يصبح كسلان فلا يقدر على الكسب لعائلته».

2 - لو كانت المصلحتان واجبتين قدم أوجبهما:

فتقدم طاعة الله عز وجل على طاعة الوالدين والزوج، وتقدم الفريضة على النذر ونفقة الزوجات على الأقارب، ونفقة الأم على الأب.

3 - لو كانت المصلحتان مستحبتين قدم أفضلهما:

تقدم الراتبة على النفل المطلق، وما فيه نفع متعدٍ على ما نفعه قاصر كالتعليم وعيادة المريض على النافلة والذكر.

4 - لو كانت إحدى المفسدتين حراما والأخرى مكروهة قدم المكروهة على الحرام:

فيقدم الأكل من المشتبه على الحرام المحض.

5 - إن كانت المفسدتان محرمتين قدم أخفهما تحريما:

قال شيخ الإسلام: «إذا اجتمع محرمان لا يمكن ترك أعظمهما إلا بفعل أدناهما، لم يكن فعل الأدنى في هذه الحال محرما في الحقيقة، وإن سمي ذلك: ترك واجب، وسمي هذا: فعل محرم - باعتبار الإطلاق - لم يضر، ويقال في هذا ترك الواجب لعذر وفعل المحرم للمصلحة الراجحة أو للضرورة أو لدفع ما هو أحرم».

فلو اضطر إلى أكل طعام ووجد ميتة أو صيد الحرم قدّم صيد الحرم؛ لأن حرمته عارضة وأما الميتة فحرمتها أصلية.

الصبر على جور الأمراء الظلمة على ما فيه من مفسدة إلا أنه مقدم على الخروج عليهم؛ لما في ذلك من المفاسد العظيمة التي تمس كثيرا من المسلمين.

تولي الرجل الصالح الولاية وإن كان فيها ظلم لأجل تخفيف الظلم، مقدم على تركها لغير الصالحين لأن تركها أعظم فسادا وضررا.

وقال شيخ الإسلام: «فمن كان من المؤمنين بأرض هو فيها مستضعف أو في وقت هو فيه مستضعف فليعمل بآية الصبر والصفح عمن يؤذي الله ورسوله من الذين أوتوا الكتاب والمشركين، وأما أهل القوة فإنما يعملون بآية قتال الكفار الذين يطعنون في الدين، وبآية قتال الذين أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون».


مــنـــقول

مجـــلة الفرقان


الثلاثاء، 12 يوليو 2011

حكم ما يسمى بصلاة الإشراق أو الشروق؟




ســـــؤال عن حكم صلاة الإشـــراق
أجـــاب عنــه فضيلة الشيـــخ / عبد الرحمــن السحيم ، حفظه الله

ليس هناك ما يُسمى بـ " صلاة الإشراق " فهي داخلة في وقت الضحى ، إذ وقت صلاة الضحى يبدأ من ارتفاع الشمس بقدر رمح ( بقدر عشر دقائق تقريبا ) إلى قبيل أذان الظهر .
وأما الركعتين بعد طلوع الشمس لمن جلس في مصلاه بعد صلاة الفجر يذكر الله فهي في هذا الوقت أيضا .
فلا يجوز أن يُصلي المسلم عند طلوع الشمس ولا عند غروبها .
ومن أراد صلاة ركعتين بعد طلوع الشمس فلينتظر حتى ترتفع الشمس .

وصلاة الضحى هي صلاة الأوابين ، وأفضل أوقاتها عند اشتداد الحرّ وقبل وقت النهي الذي يسبق صلاة الظهر .

لقوله عليه الصلاة والسلام :
وعن عبد الله بن شقيق قال : قلت لعائشة رضي الله عنها : هل كان النبي صلى الله عليه وسلم يُصلي الضحى ؟ قالت : لا ، إلا أن يجيء من مغيبه . رواه مسلم .
وهذا محمول على أنه لم يكن يُحافظ عليها
فقد سألت معاذة عائشة رضي الله عنها : كم كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُصلي صلاة الضحى ؟ قالت : أربع ركعات ، ويزيد ما شاء . رواه مسلم .
والذي يظهر أن أكثر صلاة الضحى ثمان ركعات .
وقد رغّب النبي صلى الله عليه وسلم في صلاة الضحى وحث عليها ، فقال : يُصبح على كل سلامى من أحدكم صدقة ؛ فكل تسبيحة صدقة ، وكل تحميدة صدقة ، وكل تهليلة صدقة ، وكل تكبيرة صدقة ، وأمر بالمعروف صدقة ، ونهي عن المنكر صدقة ، ويجزئ من ذلك ركعتان يركعهما من الضحى . رواه مسلم .
والسلامى ال
مفاصل .

والله تعالى أعلى وأعلم
منـــقول
المشكـــاة

الاثنين، 11 يوليو 2011

إنما يخشى الله من عباده العلماء .



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

تفسير قوله تعالى
(إنما يخشى اللهَ من عباده العلماءُ)



ما معنى :(إنما يخشى الله من عباده العلماء) ؟
وعلى من تعود الخشية ؟ ونحن جميعاً نعلم أن الله لا يخشى أحدا
وإنما يخشاه العباد ؟


الحمد لله
قال الله تعالى

( إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ )
فاطر/28


فالفاعل هنا :(العلماءُ)
فهم أهل الخشية والخوف من الله .


واسم الجلالة (الله) : مفعول مقدم .
وفائدة تقديم المفعول هنا : حصر الفاعلية
أي أن الله تعالى لا يخشاه إلا العلماءُ


ولو قُدم الفاعل لاختلف المعنى
ولصار : لا يخشى العلماءُ إلا اللهَ ، وهذا غير صحيح
فقد وُجد من العلماء من يخشون غير الله


ولهذا قال شيخ الإسلام عن الآية
" وَهَذَا يَدُلُّ عَلَى أَنَّ كُلَّ مَنْ خَشِيَ اللَّهَ فَهُوَ عَالِمٌ .
وَهُوَ حَقٌّ ، وَلا يَدُلُّ عَلَى أَنَّ كُلَّ عَالِمٍ يَخْشَاهُ "
انتهى من "مجموع الفتاوى" (7/539)
وانظر : "تفسير البيضاوي" (4/418)
و "فتح القدير" (4/494)



وأفادت الآية الكريمة
أن العلماء هم أهل الخشية
وأن من لم يخف من ربه فليس بعالم


قال ابن كثير رحمه الله
" إنما يخشاه حق خشيته العلماء العارفون به
، لأنه كلما كانت المعرفة للعظيم القدير
أتم والعلم به أكمل ، كانت الخشية له أعظم وأكثر


قال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله تعالى
(إنما يخشى الله من عباده العلماء)
قال : الذين يعلمون أن الله على كل شيء قدير...


وقال سعيد بن جبير
الخشية هي التي تحول بينك وبين معصية الله عز وجل


وقال الحسن البصري
العالم من خشي الرحمن بالغيب
ورغب فيما رغب الله فيه
وزهد فيما سخط الله فيه


ثم تلا الحسن
(إنما يخشى الله من عباده العلماء إن الله عزيز غفور)

وعن ابن مسعود رضي الله عنه أنه قال
ليس العلم عن كثرة الحديث
ولكن العلم عن كثرة الخشية . . .


وقال سفيان الثوري عن أبي حيان التيمي عن رجل
قال :كان يقال العلماء ثلاثة
عالم بالله عالم بأمر الله
وعالم بالله ليس بعالم بأمر الله
وعالم بأمر الله ليس بعالم بالله



فالعالم بالله وبأمر الله
الذي يخشى الله تعالى ويعلم الحدود والفرائض


والعالم بالله ليس بعالم بأمر الله
الذي يخشى الله ولا يعلم الحدود ولا الفرائض


والعالم بأمر الله ليس العالم بالله
الذي يعلم الحدود والفرائض ولا يخشى الله عز وجل
" انتهى من تفسير ابن كثير (4/729) باختصار



وقال شيخ الإسلام ابن تيمية في
"مجموع الفتاوى" (17/21)

قوله تعالى
( إنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ )
وَالْمَعْنَى أَنَّهُ لا يَخْشَاهُ إلا عَالِمٌ ;
فَقَدْ أَخْبَرَ اللَّهُ أَنَّ كُلَّ مَنْ خَشِيَ اللَّهَ فَهُوَ عَالِمٌ


كَمَا قَالَ فِي الآيَةِ الأُخْرَى
( أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِداً وَقَائِماً يَحْذَرُ الآخِرَةَ
وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ
قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ )
الزمر/9 " انتهى .

وقال السعدي رحمه الله


" فكل مَنْ كان بالله أعلم ، كان أكثر له خشية
وأوجبت له خشية الله الانكفاف عن المعاصي
والاستعداد للقاء مَنْ يخشاه


وهذا دليل على فضل العلم
فإنه داعٍ إلى خشية الله ، وأهل خشيته هم أهل كرامته
كما قال تعالى
( رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ )
البينة/8 " انتهى .


والحاصل : أن الفاعل في الآية هم العلماء
ومعنى الآية :أن الله تعالى لا يخشاه أحدٌ إلا العلماءُ
وهم الذين يعرفون قدرته وسلطانه
وليس معنى الآية أن الله تعالى هو الذي يخشى العلماء

تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا

نسأل الله تعالى أن يرزقنا العلم النافع والعمل الصالح .
والله أعلم .

الإسلام سؤال وجواب

منـــــقول
ملتقى قــــطرات العلم


الأحد، 10 يوليو 2011

حسن الظن بالله .


حسن الظن بالله

كتــبــه : خالد بن سعود البليهد

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله. وبعد:
فإن حسن الظن بالله عمل قلبي عظيم المنزلة والأثر في الدين وله عاقبة حسنة. والعبد مفتقر إليه في سيره لربه ومكابدته لأمور معاشه وتعامله مع صنوف الخلق. قال الله تعالى: (وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِين). قال سفيان الثوري: (أي أحسنوا بالله تعالى الظن). وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه: (أنا عند ظن عبدي بي إن ظن خيرا فله وإن ظن شرا فله). (1) رواه أحمد. وكان سعيد بن جبير يقول : (اللهم إني أسألك صدق التوكل عليك وحسن الظن بك).

وحسن الظن بالله حقيقته أن يظن العبد بالله خيراً ورحمة وإحساناً في معاملته ومكافئته ومجازاته أحسن الجزاء في الدنيا والآخرة وهذا يتحقق في مقامات:


الأول:
إذا دعا ربه أن يقبل ربه دعائه. كما جاء في الحديث: (ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة). (2) رواه الترمذي.

الثاني:
إذا تقرب إلى الله بعمل صالح أن يتقبل الله عمله ويرفعه. قال تعالى: (إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ).

الثالث:
أن يقبل توبته إذا أذنب وتاب فأناب. وقد تضافرت النصوص بهذه الحقيقة. قال تعالى: (أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَأْخُذُ الصَّدَقَاتِ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ).

الرابع:
أن يوقن بوعد الله ونعيمه الذي أعده الله لعباده الصالحين المستقيمين على طاعته وشرعه. وقد تواترت النصوص بذلك. قال تعالى: (فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ).

الخامس:
أن يوقن بحسن لقاء الله وستره وتجاوزه عنه وهو في سياق موته كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: (لا يموتن أحدكم إلا وهو يحسن الظن بالله).(3) رواه مسلم. وقال ابن عباس: (إذا رأيتم الرجل قد نزل به الموت فبشروه حتى يلقى ربه وهو حسن الظن بالله تعالى وإن كان حيا فخوفوه بربه واذكروا له شدة عقابه).

السادس:
عند نزول البلاء وضيق الحال. قال بعض السلف: (استعمل في كل بلية تطرقك حسن الظن بالله عز وجل في كشفها فإن ذلك أقرب بك إلى الفرج).

وحسن الظن يكون صحيحاً مقبولاً من المؤمن إذا كان العبد منيباً إلى الله مقبلاً على طاعته محسناً في عمله أما إذا كان العبد مسيئاً في عمله متجاوزاً لحدود الله في سائر حاله فهذا سيء الظن بالله وإن تظاهر بحسن الظن لأن حسن الظن يحمل على حسن العمل وسوء الظن يحمل على سوء العمل. قال الحسن البصري: (إن المؤمن أحسن الظن بربه فأحسن العمل وأن الفاجر أساء الظن بربه فأساء العمل). وقال الخطابي: (إنما يحسن بالله الظن من حسن عمله فكأنه قال أحسنوا أعمالكم يحسن ظنكم بالله فإن من ساء عمله ساء ظنه. وقد يكون أيضا حسن الظن بالله من ناحية الرجاء وتأميل العفو والله جواد كريم لا آخذنا الله بسوء أفعالنا ولا وكلنا إلى حسن أعمالنا برحمته) .


منـــقول

صيــد الفوائد

(1) وعن حيان أبي النضر قال خرجت عائدا ليزيد بن الأسود فلقيت واثلة بن الأسقع وهو يريد عيادته فدخلنا عليه فلما رأى واثلة بسط يده وجعل يشير إليه فأقبل واثلة حتى جلس فأخذ يزيد بكفي واثلة فجعلهما على وجهه فقال له واثلة كيف ظنك بالله قال ظني بالله والله حسن
قال فأبشر
فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول قال الله جل وعلا " أنا عند ظن عبدي بي إن ظن خيرا فله وإن ظن شرا فله "
( رواه أحمد / حققه الألباني / صحيح الترغيب والترهيب / كتاب التوبة والزهد / الترغيب في الرجاء وحسن الظن بالله عز وجل / حديث رقم 3386 / صحيح)

(2) وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " القلوب أوعية وبعضها أوعى من بعض فإذا سألتم الله عز وجل يا أيها الناس فاسألوه وأنتم موقنون بالإجابة فإن الله لا يستجيب لعبد دعاه عن ظهر قلب غافل ".
( رواه أحمد / حققه الألباني / صحيح الترغيب والترهيب / كتاب الدعاء / الترهيب من رفع المصلي رأسه للسماء وقت الدعاء/ حديث رقم 1652 / حسن لغيره)
(3) رواه مســلم / المســند الصحيح / كتاب الجنة ووصفها ونعيمها وأهلها / باب الأمر بحسن الظن بالله تعالى / حديث رقم 5130 ).