الأربعاء، 1 ديسمبر 2010

الخاطرة التاسعة الإخلاص.


الخاطرة التاسعة
من سلسلة سلامة القلب
الإخلاص

الإخلاص في اللغة :-
~~~*~~~*~~~*~~~
خَلَصَ الشيءُ بالفتح يَخْلُصُ خُلوصاً، أي صار خالِصاً. أي صفى وزال عنه شوبه
وخَلَصَ إليه الشيءُ: وصَلَ.
وخلَّصْتُهُ من كذا تَخْليصاً، أي نجّيته فتَخَلَّصَ.
وخُلاصَةُ السمنِ بالضم: ما خَلَص منه.
والمصدر منه .الإخلاصُ (ا.هــ) ( لسان العرب )
فكلمة الإخلاص تدل على الصفاء والنقاء والتنزه من الأخلاط والأوشاب.
والشيء الخالص هو الصافي الذي ليس فيه شائبة مادية أو معنوية.
وأخلص الدين لله قصد وجهه وترك الرياء.
وقال الفيروز أبادي: أخلص لله ترك الرياء.
كلمة الإخلاص كلمة التوحيد، والمخلصون هم الموحدون والمختارون ،
وأما تعريف الإخلاص في الشرع:- فكما قال ابن القيم –رحمه الله -:
هو إفراد الحق سبحانه بالقصد في الطاعة أن تقصده وحده لا شريك له.
وتنوعت عبارات السلف فيه، فقيل في الإخلاص:
أن يكون العمل لله تعالى، لا نصيب لغير الله فيه.
إفراد الحق سبحانه بالقصد في الطاعة.
تصفية العمل عن ملاحظة المخلوقين.
تصفية العمل من كل شائبة.
وقيل: هو نسيان رؤية الخلق بدوام النظر إلى الخالق.
( خاطرة الإخلاص ،الدكتور أحمد فريد )
إذاً المخلص هو الذي لا يبالي لو خرج كل قدر له في قلوب الناس من أجل صلاح قلبه مع الله عزوجل،
ولا يحب أن يطلع الناس على مثاقيل الذر من عمله. قال تعالى:
(وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاء) البينة من الآية : 5 ،

وقال لنبيه صلى الله عليه وسلم : (قُلِ اللَّهَ أَعْبُدُ مُخْلِصاً لَّهُ دِينِي) الزمر14.
{قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ }الأنعام162 (ا.هـــ)
(1)

أهمية الأخلاص:-


لا يقبل الله عز وجل عملاً من الأعمال حتى يتوفر فيه
شرطان فالأول: هو الإخلاص وهو شرط الباطن،
والثانى: هو متابعة سنة الرسول- صلى الله عليه وسلم - وهو شرط الظاهر،
ودل على هذا المعنى كتاب
الله المنزل وسنة النبى المرسل -
صلى الله عليه وسلم.قال الله تعالى:
{الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلا}الملك من الآية :2
قال الفضيل بن عياض ،رحمه الله:- هو أخلصه واصوبه فإن العمل إذا كان خالصاً ولم يكن صواباً لم يقبل,
وإذا كان صواباً ولم يكن خالصاً لم يقبل .وقال تعالى: {فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحًا ولا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا}الكهف من الآية :110
فالعمل الصالح هو الموافق للسنة وعدم الشرك هو الإخلاص.
وقال تعالى: {وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا مِّمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لله وَهُوَ مُحْسِنٌ}النساء من الآية : 125فإسلام الوجه هو الإخلاص،والإحسان هو متابعة سنة النبى – صلى الله عليه وسلم. والإخلاص شرط لقبول العمل الصالح الموافق لسنة رسول الله – صلى الله عليه وسلم -وقد أمرنا الله عز وجل به فقال تعالى: {وَمَا أُمِرُوا إلاّ لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاء}البينة من الآية : 5 وعن أبى أمامة قال: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏فَقَالَ :- "أَرَأَيْتَ رَجُلًا غَزَا يَلْتَمِسُ الْأَجْرَ وَالذِّكْرَ مَالَهُ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ " لَا شَيْءَ لَهُ "فَأَعَادَهَا ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، يَقُولُ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "‏ ‏لَا شَيْءَ لَهُقَالَ "‏ ‏إِنَّ اللَّهَ لَا يَقْبَلُ مِنْ الْعَمَلِ إِلَّا مَا كَانَ لَهُ خَالِصًا وَابْتُغِيَ بِهِ وَجْهُهُ "(2)

وعن أبى سعيد الخدرى – رضى الله عنه - عن النبى – صلى الله عليه وسلم - أنه قال فى حجة الوداع:
" ‏ نَضَّرَ ‏ ‏ اللَّهُ امْرَأً سَمِعَ مَقَالَتِي فَوَعَاهَا وَحَفِظَهَا وَبَلَّغَهَا فَرُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ إِلَى مَنْ هُوَ أَفْقَهُ مِنْهُ ثَلَاثٌ لَا ‏ ‏يُغِلُّ ‏ ‏عَلَيْهِنَّقَلْبُ مُسْلِمٍ إِخْلَاصُ الْعَمَلِ لِلَّهِ وَمُنَاصَحَةُ أَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ وَلُزُومُ جَمَاعَتِهِمْ فَإِنَّ الدَّعْوَةَ تُحِيطُ مِنْ وَرَائِهِمْ " .(3)والمعنى: أن هذه الثلاثة تستصلح بها القلوب، فمن تخلق بها طهر قلبه من الخيانة والدغل والشر.ولا يتخلص العبد من الشيطان إلا بالإخلاص
لقول الله عز وجل: {إِلا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ}ص الأية :83 . (ا.هــ)
(4)


و قال ابن الجوزي رحمه الله ، في صيد الخاطر:
(ومتى نظر العامل إلى التفات القلوب إليه فقد زاحم الشرك نيته؛ لأنه ينبغي أن يقنع بنظر من يعمل له، ومن ضرورةالإخلاص ألا يقصد التفات القلوب إليه، فذاك يحصل لا بقصده بل بكراهته لذلك... فأما من يقصد رؤية الخلق بعمله فقد مضى العمل ضائعاً؛ لأنه غير مقبول عند الخالق ولا عند الخلق؛ لأن قلوبهم قد ألفتت عنه، فقد ضاع العمل، وذهب العمر ) صيد الخاطر ص 122(ا.هـ)

عزة الإخلاص وصعوبة تحصيله


مما لا شك فيه أن تخليص الأعمال من شوائب حظوظ النفس من الرياء ، والتسميع ، وحب المدح والثناء ..
غيرها من الآفات والشهوات أمر شاق على النفوس ،
ولهذا قيل : أشد شيء على النفس الإخلاص
لأنه ليس لها فيه نصيب .
وقيل : تخليص الأعمال على العمّال أشد عليهم من جميع الأعمال . أن تحقيق الإخلاص عزيز ، لذا فإنه يحتاج إلى مجاهدة قبل العمل وأثناءه ، وبعده،حتى يكون عمل العبد لله.فالمخلصون كما ذكر ابن القيم-:"أعمالُهم كلُّها لله، وأقوالُهم لله، وعطاؤهم لله، ومنعُهم لله، وحبُّهم لله، وبُغضُهم لله؛ فمعاملتُهم ظاهراً وباطناً لوجهِ الله وحدَه لا يريدون بذلك من الناسِ جزاءً ولا شكوراً، ولا ابتغاءَ الجاهِ عندَهم، ولا طلبَ المحمدةِ والمنزلة في قلوبِهم، ولا هرباً من ذمِّهم. بل قد عَدُّوا الناسَ
بمنزلةِ أصحابِ القبورِ؛ لا يملكون لهم ضرّاً ولا نفعاً ولا موتاً ولا حياةً ولا نُشوراً. فالعملُ لأجلِ الناسِ وابتغاء الجاهِ والمنزلة عندهم ورجائهم للضرِّ والنفعِ منهم لا يكون من عارِفٍ بهم البتة؛ بل من جاهلٍ بشأنِهم وجاهلٍ بربِّه؛ فمن عرفَ الناسَ أنزلَهم مَنازلَهم، ومن عَرفَ اللهَ أخلصَ له أعمالَه وأقوالَه وعطاءَه ومنعَه وحُبَّه وبُغضَه". (ا.هــ) (5)

(1) (سلسلة أعمال القلوب للشيخ محمد صالح المنجد / عبادة الإخلاص)
(2) ( رواه النسائى/ كتاب الجهاد/ باب من غزا يبتغي الأجر والذكر/ وحققه الألبانى / السلسلة الصحيحة /برقم 52 / حسن ).
(3) (رواه الترمذى / كتاب العلم عن رسول الله / باب ما جاء في الحث على تبليغ السماع / وصححه الألبانى/ صحيح الترمذي / برقم2658 / صحيح ) .
(4) موضوع الإخلاص / للدكتور : أحمد فريد
(5) الإخلاص نجاة للأبد :- ماهر السيد .







إن شاء الله

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق